(صمت) - للكاتبة: منتهى عطيات/من الأردن
لا صمتٌ يُشبه صمتي..
فالكلام ثوره.. صمتي أيضا ثوره... ألم تسمع عن تلك العواصف اللتي هاجت فى ميدان الشوق..؟
ولا تلك الاعاصير اللتي هزت الحنين..؟
ولا تلك الصَرْهَدَة اللتي أربكتْ اللظى..؟
وعن إرتعاب الشعور لمّا أغرقَهُ الصدى؟
صمتي حكايه.. له بداية.. سطرها أروع نبض على قيثاره.
بدأت القصه بتلك النبره.. ضحكه يا سيدي ملأتها اللهفه..
تراقص هذا الصمت الأسمر بذاك العنبر..
صمتٌ.... يا سيدي تجلى..
عند حضرتي.. تخلى...
زَرَعَ الوتين و تغنى.. قطرةُ وَدِقٍ تمنى..
صمت ً... كما النصّلِ اذا سار..
قطّعَ كلُّ الأوتار...
وبَعثَرَ النبض.. مُتساقطٌ هو كما الأمطار..
صَمْتٌ أكَلَ الجوفْ المبحوح..
أركانهُ مشيده، قلاعَ، وحِصنٌ، وصروح..
رامى على كتفِ الزمانِ بالجروح...
وإرتصف الأماني سجادة الجموح..
وأعتق القلبُ لصرهدةِ الشوق المشروح..
مجروحٌ.. هو يا سيدي مجروح...
إنْ باحَ بما في الفؤاد أصبحَ مفضوح..
وأنْ كَتمَ بحثيات الهوى أتلَفَهُ الجموح...
صاحبي أهلكَهُ الشوق ما عاد على الكلام يبوح...
وفضّلَ الهمّسَ الشجي بين الأسطر والحروف..
وكم من لبيبٍ أيقظه حرفٌ.. ورمى بالقافيه والبوح.
ص.....
صرهدةٌ.. صقيعٌ.. بين ثنايا الروح..
م....
ميم ضمْت الشفتين بشوق ٍمذبوح...
ت...
تلابيب لهفه، بعز اللحظه، بروعة الغفوه، بتلويح الهفوه..
بعمق الوتر، بقوة السطر، برجفة الحبر، لمّا على الورقِ قد أمَر...
صمتٌ.. اتبعه صمت...
من يومها لم يُدندنِ الحبرُ على السطر..
أخرس الحرف..وتاه العزف..



إرسال تعليق
0 تعليقات