(الغابة والأرواح المقيدة) - للكاتبة: أحلام طه حسين/من العراق
ما زلت أذكر ذلك اليوم الذي توقف قلبي فيه عن النبض لساعات. ....... وأنتابتني نوع من الصدمة عندما سمعت وشاهدت ....... قتال الأرواح المقيدة ؟
ربما ستضحكون حين تقرؤا أسطري!
لكن هذا ماحصل في تلك الغابة. ؟
كان طريقي المعتاد إلى العمل أو السوق من بين أشجار غابة الصنوبر العملاقة، أختصر المسافات الطويلة بمروري من خلالها،
رغم تحذير أمي لي لكنني لم أكن أهتم أو بعبارة أخرى لم أكن أصدق تلك الخرافات؟
وذات يوم تأخرت في العودة وبقيت واقفة ساعات أمام الغابة. هل أدخل أم أسلك الطريق الطويل..
أفكار تاتي وتذهب وفي النهاية قررت المجازفة فعبرت من خلال الغابة لا أخفي عليكم لقد تملّكني خوف شديد بداخلي، لا أعرف من اين أتى ذلك الخوف.
مشيت لكن بسرعة شديدة خوفاً من أن يتلاشى شعاع الشمس ويغطي الظلام الغابة
لكني لم أنجح فقد فات الأوان وحل الظلام وما زلت داخل الغابة اللعينة.......
وبدأت اسمع أصوات غريبة، سمعت صراخ طفل مازال صغيراً وتنهدات أم تضع مولوداً جديداً
تعالت الاصوت وبدأ الصراخ يتغير ويصبح عويلاً
وصوت السوط يضرب بها.
لمحت شاباً تغطيه أوراق الشجر. مقيداً ويجلد بذلك السوط اللعين. يصرخ من ألم؟
ويقول ألم تكتفوا من تعذيبي لقد سئمت الوجع
لكن لا أذن تسمع ومن يجلده كأن قلبه حديد لا يحس أو يشعر
حاولت الإقتراب. وإذا بغصن شجرة يأتي ويضربني على صدري ويعيدني إلى الوراء دخلت في نوبة رعب. ؟
لم أشعر بها من قبل
حاولت الهرب من بين الأشجار والإبتعاد عن ذلك المنظر
وإذا بنفس الجلاد لكن هذة المرة كان يجلد فتاة شابه مقيدة بتلك الأغصان بقوة ولا تستطيع أن تتحرك.
لن أتردد ولن أتراجع مهما فعلتم فالعشق تضحيه وأنا لها مضحيه بكل عمري
تلك كانت أرواح وقصص عشاق مقيدة تعذبت وماتت لكن في كل ليلة بدر يخرجون ويعاد نفس المشهد
فقد قتلوا ودفنوا ظلماً فذنبهم أنهم عشقوا بعضاً
عائلتان تباد وكانهم حشرات.
الأحقاد. ولّدت الاحقاد.
دفنت في غابة ولم يروا الشمس
فحقهم قد سلب أمام أعين الناس
بعد ذلك المشهد المرعب أستطعت الخروج بشق الأنفس
ولكن قبله فقدت الوعي عندما رأيت الفتاة وكيف تضرب
وتوقف قلبي لساعات ثم كان شيء ضربني على صدري وعاد النبض
رجعت إلى البيت وقصصت لأمي ماحصل وما رأيت
أحتضنتني أمي وأخبرتني: ألم أقل لك أن الحياة في الغابة توجع القلب
لماذا لم تسمعي كلامي هل تريدين لقلبك أن يتالم
ولكن يا أمي هم عشقوا لم يرتكبوا إثمًا
أجبت أمي جواباً وبعدها سكتت ولم أفتح فمي بكلمة واحدة ..
فأمي محقه...
عندما قالت أن العشق والحب بصدق لن يموتا مهما فعلوا او دفنوا فقصصهم ما زالت تروى والكل يريدون أن يحبوا مثلهم
يا أبنتي. العشق ليس في كل زمن محللاً فقد كان العشق في زمنهم إثمًا كبيراً وهم قد دفعوا ثمن ذلك الاثم
أحتنضت أمي وقلت في نفسي يا ليت هناك من يحب بكل صدق أن كان الحب في زمنهم إثماً
لكن في زمننا أصبح زيفاً وكذباً ولعبة في يد الأطفال...
العبرة التي أخذتها من هذه القصه هو أن بين الكثير ممن يقعون في الحب،
قليلٌ من يتقن الطريقة الصحيحة للحب..
ولكل زمن عشاقه.



إرسال تعليق
0 تعليقات