(هذيانُ وجع) - للكاتبة: راما حاجي سليمان/من سوريا
ماذا أفـعَل الآنَ بما يلتهِـب في الصّدر ..
كيف يمكن للمـرءِ أنْ يُهـدِّئ من رَوْعِ شعوره الّـذي لطالما حاربَ أيّـامه ليتخطّاه
وأشبِّـه هذا الموقِف
بـخروجِ خيوطٍ من قُـطبةٍ في اليَد عندَ الانتهاء ..
أنا خيبـة الرّاحة الّتي كانت تلتحِف ذهن الطبـيب ..
أنا ليلٌ لا ينجلي من أزقّـة الولَع
ولمْ يعد قلبي يعرفُ درب العودة ، كنَورسٍ اهترأتْ بوصلتهُ .. ولمْ تعدْ قدماي بقادرتين على المشي ،لا أُبصر سرقوا مصابيحي أَبقوا لي على عَتبةِ الوداعِ شَمعةً لا تُضّيءُ إلّا الذكريات كأنهمُ مُستعمرٌ من كبدِ الوطن!
كانوا كُلّهم هُنا وأنا في مَحّضِ الشُرودِ هُناك حيثُ المَنطِقَةُ البعيدة بِقَدرٍ مُدمي
يا ويّحَ اللحظة! حُرقةٌ في حُرقة
على قلبي مشيتُ كأن قلبي طريقٌ أو رصيفٌ أو هواء، يتراقصُ الوجعُ في كبدي ويُطرَقُ كمطارقِ النّحاسين، طبولُ الحرب تُقرع وأيُّ حربٍ وأيُّ طُبول!
يتهادى لي لحنُ الحُزنِ على قيثارةِ المساءِ كُلَّ ليلة، لحنٌ أعزُفُهُ بأوتار الإنتظار والتمني
لعلَّهُ يُسافرُ عني كأسرابِ طُيورٍ مُهاجرة
لا تمدّوا إلى قلبي أرغفةً من المواساة، ماتَ الجياعُ بهِ منذُ أمدْ..ثُمًّ إنني اِبنةُ الصبرِ والطُرقِ المبتورة والنداءِ الذي لا يصلْ!
إرسال تعليق
0 تعليقات