(زهرة البنفسج -1-) - للكاتبة: رولا محمد دملخي/من سوريا

" أخرِجي أعوادَ السكّر من الماءِ فإنّها تذوبُ فيه سريعاً " 

همستها دون وعي؛ عندما رأيتها تجلِس على صخرةٍ واضعةً قدميها في الماء 

كنت قد مررت صدفةً 

ومنذ تِلك الصدفة اعتمدته طريقاً لي لأجدد الصدفة كلّ يوم 

-

هذا اليوم الثالث عشر الذي آتي به إلى هنا 

أختبئ خلف تِلك الشجرةِ لأرتوي من تأمّلها؛ إلا أنني في كلّ مرةٍ يزداد عطشي لرؤياها 

لقد حفِظت ما تفعله عن ظهر غيب

تأتي باكراً في الساعةِ السادسةِ صباحاً 

تخلع حذائها لتضع أعواد الياسمين في الماء لسقياها وهي تقرأ روايتها المعتادة 

تبقى ثلاثة وعِشرون دقيقةً على هذا الحال 

تضع وردة بنفسجيةً علامةً على مكانِ وصولها 

تخبئ روايتها في جيب مريولها المزهّر بألوان البنفسج الداكن 

تخلل أصابعها بين جديلتها لتطلق العنان لشعرها الحريري بالتلاعب مع النسيم 

وتنهض لتسير حافيةَ القدمين وهي تدندن بعضاً من الطرب القديم 

لم أتجرأ لحظة على إظهار نفسي لها 

كانت رهبة الوقوف أمام ذاك الحُسن أمر شاق جداً 

وامتناع نفسي عن محادثتها أمر يشقّ فؤادي 

لا أحد يعلم عن مدى لوعتي سوىٰ تِلك الشجرة 

مرّ خمسة أيامٍ أخرىٰ 

يبدو أنها انتهت من قراءة تلك الروايةِ؛ لأنها لم تضع وردة بنفسجيةً كعادتها 

سَرت بمللِ

لم أعلم من أين جائتني تلك الطاقة والجرأة لأظهر أمامها تماماً

لتتصادف نظراتنا 

  بقيَ نظرها مركزٌ على عيوني وقالت: لماذا أتيت

تحاشيت النظر لعينيها

 وأجبتها بابتسامة وثقة: جِئت لأحيا بمجد الحبّ ونور الحسن؛ كنت أود أن أخفي ودادي لكن الهُيام يفيض من عيناي .





إرسال تعليق

0 تعليقات