(عودة وطن) - للكاتبة: سندس محمود الحاوي/من الأردن
متأكدة من العودة بيوم من الأيام متأكدة أنه سوف يأتي يوم وأسير بين الطرقات بذات شوارع الوطن، المحتل الضائع بين الإستعمار والإستغلال والخطط اللعينة
مرت تلك الأيام على وطني مصبوغة بالسواد مكسوة بالضباب تملؤها عتمة كالحة السواد أتمنى لو أن تلك الأيام مثل قلم الرصاص نمحي ونعيد الصواب أتمنى لو أن الأموات يعودون والعمران تعلو و الشوارع تتنور بالأضواء الساطعة والأطفال يتنقلون من مكان إلى آخر أرى بسمة بائع الحلوى وفرحة الطفل بدخول والده للمنزل فرحة الأم عند زيارة منزل والديها أين ذهب كل هذا؟
أيدندنون على وتر دمائنا وحززنا أيدندنون على هدم البيوت ومنع المصلون من أداء الصلاه هكذا ينعكس ضوء الزمان على المصطبة الآن وجوهٌ عابسة أتعبها الزمان والمكان
أرواح إنتقلت إلى باريها وشباب تهدمت أحلامهم وطموحاتهم أطفال نهدم مستقبلهم وتيتموا ونساء ترملت
يسألوني من أنت؟ انا المهجر المهيمن علي، أنا مَن طُرد مِن وطنه وهجر منه
الارض مليئة بالدماء والدموع الحارة تذرف كالأمطار إن النصف الثاني من ذلك القرن كان مخصص للسفاحين فلديهم مسك مهيمن وهو مسك الجريمة والبهتان والقتل والدمار وسفك الدماء
الوطن يبكي والشوارع تصيح لا شيخونا شيخونا ولا شبابنا شبابنا لقد تهجروا بين الأوطان نُهِشت الأرض منهم نهشاً سلبت تلك الشوارع وتلك البيوت والعمران كم ليلة مرقت بالأنين والألم والبكاء والتضرع لله كم من ليلة فاضت بها السماء بالدعاء الصبح يتجدد والآمالي تجدد معه فيأتي يوم جديد يخبرنا أن البشائر في الآفاق مرتسمة
عائدون يا وطني



إرسال تعليق
0 تعليقات