(فقيد الكرامه) - للكاتبة: إيمان إبراهيم سعيد/من سوريا
كرامتي المكرمة تكرمي عليي وأعذريني هذا اليوم لن أرتديك فمكانك أفضل داخل الظلمة .
بابي العزيز كن قوي بما يكفي لتحجب صرخات روحي عن العالم الخارجي .
رحلتي الجميلة ستبدأ كنت أتوهم بأنها جميلة لِأواسي نفسي ، أترنم بخطواتي خطوة تلو الأخرى حاملا بين ذراعيي صندوق همومي بحثاً عن مكان أكثر راحة لأحذيتي ، في البرد أو الرعد لا أهتم لما أرى في رأيي الجو دافئ لا يحتاج لمعطف في الأساس هو غير موجود في خزانتي، وضعت كبريائي وغروري في غرفة مظلمة مشوهة الجدران تحتمي فيني وأحمي أطفالي بها ، أتدري ما الأسوء من أن أكون حافي القدمين؟!
أن أتكبر على مكسب رزقي وأضعه تحت قدمي ، شربت مبادئ تروى لي منذ الصغر " النعمة كأنها بين اليدين لحفظها لا تحت القدمين فتحل اللعنة علينا " هي مجرد أحذية بالنسبة لجيوب مفعمة بحنان النقود ، أما بالنسبة إلي هي مصدر أملي وسر إبتسامة طفل لي بأن أخسره،، الحذاء صديقي وفرشاة التنظيف حبيبتي أرسم بها أحلام تستحيل المنال، وكيف لي أن أسميه صديقاً بفرحي ببيعه لشخص آخر لن يعتني به مثلما أفعل ،، الصداقة تضحية ،أنا اضحي بكرامتي لأجله وهو يضحي بنفسه مقابل بضع قطع معدنية تسد جوعي وجوع أطفالي، أنظف أحذية لرؤوس متسخة أكثر، لا عليكم من نظرات الناس المصحوبة بالشفقة وبعضها الإستعباد، لا أتقن لغة العيون أنا انظر للأحذية فقد لأتهرب من كائن يؤذيني إلى جسد حذاء يفهمني وأفهم عليه، ليحل الظلام ويستر على دموعي التي تنفجر بخلاء الشارع تماماً ، من ألوم في وضعي هذا؟
أسمع كل يوم شتيمتي بإذني واتمثل بأنني أصم وأبكم ، أمام كل إنسان يقف أمامي تتوقف حواسي عن العمل لأعمل قرب قدميه، أوامر لا تنتهي، أمسحه جيداً ، بقعة هنا أنظر جيداً ، لوم دائما وكأنني مسرور بعملي ، إنتهى وقت الشكوى لمن لا لسان له ولا يد ليواسي كتفااي ببعض اللمسات، فتعود دموعي للداخل لتنتظر وقت آخر لتهطل، بيتي في إنتظاري ها أنا أعود بكامل الرضا.



إرسال تعليق
0 تعليقات