(إليك يا وطني) - للكاتبة: وعد البياري/من الأردن
هكذا هيَّ الحياة أستوفتني وحيدة بين رماد حربٍ وإنقلاع الشوارعِ من جذورها وإنبطاح الأشجار على ترابها وخروجُ المياه من مجراها و
وآلاف التنهيدات للشهداء.
تركتني أطبطب على حياةٍ زائفة لم أهوى منها سوا وطن وعائلة.
عائلةٌ ارتحلت ووطنٌ يهددُ بالرحيل وأسير دروبي، أسير سيراً وكأنني أُجرُّ جراً.
وطني فلسطين أخبرتك أني أبنتك التي تهواك حقاً لكنني لا اجلب لك سوى حظاً سيئاً، وطريقاً مريراً، فكنتُ بجانب جدي وجدتي لكنهم رحلوا وأمي وأبي كذلك الأمر، فأين أستنادك الذي أسندك إياه ، ما أنا إلا عارٌ أمامك فليس بوسعي شيء.
ماذا أفعل تهرّ الدموع مني دون توقف وفيض أحزانٍ في جوفي لا نهايةَ له.
ماذا أفعل هل أبدأ لمَّ الحجارة كي أعيد بناء منزلنا أم أعيد المياه إلى طريقها! هل بوسعي أن اضمد جراح المرضى.
ماذا أفعل!!
وطني سجّل أَني سأرمم ذاتي لأجلك ولن تكون تلك الاسطر التي كنت أكتبها كل يومٍ في الصحيفة حباً لك تزول هباءً، سأحيي حبي لك عَملاً وأعدك أن سكوتي سيتحول لهيباً الآن.
لو كان جدي هنا لسار من يافا إلى عكا وحيفا ونابلس وحتى يخط كل أرضك ليحارب عدونا بالحجر.
وأنا أصمد كالطفلة وعمري ينكدح أمامي سهواً أنا ابنة وطن لا يهون.
سأفديك يا وطني فكما قالها جدي بالشيب والشبان نحن لك.
هزُل عدونا، ها هو يسير خطاه تخبطاً ألا يدري أنها بلد للأحرار ليس إلا.
لو قيدوا روحي أغلالاً وقطعوا نفسي أشلاءً.
لا تهوى روحي سواكِ يا فلسطين!
كلُّ العروبةِ أنتِ وكلُّ النضالِ أنتِ وفيكِ الأوفياء.
مهما خطتنا حروفاً ومهما وصفنا سموّاً فلا غيركَ في قلبي يا وطن الأحرار.
نحن شبانُ الزمان يا عريقةَ الأوطان، تجمعنا بقوة كي نزيل كل حُرقة .
كي نردد الحكايا بالنيرانِ والحجارة ونستذكر الأطفال كيف كانوا كالمغوار.



إرسال تعليق
0 تعليقات