(الخطأ في نجوم أقدارنا) - للكاتبة: حوراء يوسف الرشيد/من سوريا
لَطالما جَالَ فِي رأسي إِشاراتُ تعجبٍ حِولَ سَببِ تَواجدي فِي زَمنٍ لا يَمد لِطبيعةِ اِنتمائي بِ صِلَة ؛ عالمٌ غَير مَألوف ؛ غَريب ؛ مُقزز لِدرجة الاِشمئزاز ؛ تَستَطيعُ وَصفه بِالسخافة الفَائضة ؛ يَملكُ قدرةً على الاستهتارِ بشكلِ فظيع ؛ لايُبدي ذَرة اِهتمامٍ لِأيِّ شُعورٍ او تَفصيلٍ صَغير..
أَتأسف على نفسي على قَدري الّذي رَماني فِي هذا الكابوس ؛ حقاً كابوس لايمكن الهَربُ مِنه ؛ تَخيل مدى رُعبِ أنّ تَكونَ طَائِر قَطرَسٍ تُلاحِقُ طُموحاتِك فِي زَمنِ المُتشائمين ؛ أنْ تَملكَ خيالاً بِقدرِ السماءْ بِلا حُدود ؛ حَقيقيٌّ صَافي كَ غَيمةِ خَريفٍ فِي واقعٍ غَدا ضَحيةً لِلتَصنع ؛ تَتأرجَح بينَ المِثالية والتَميُّز فِي وجودكَ وَسطَ مُجتمعٍ أُصيبَ بِعدوى الاِستِنساخْ ؛ أَتُدرك مِعنى جَريِّكَ خَلف الأَمَلِ المُستَغَل الّذي دائماً يَطلبُ المُستحيل بينَ أُناسٍ قَدرُ الكَسلِ الّذي اِستحوذَ عَليهم قَد طَغا عَلى عُمرِهم ...
=يَسألني صَديقي مَادام لاوجودَ لإِعجابِكَ بِشيءٍ فِي هذا الكَون؛ إلى ماذا تَنتَمي إِذاً ؟؟!
_إلى مَاذا أنتمي ! ؛ أَنتمي لِقطراتِ النَدى ؛ لِنسماتِ الصَباح ؛ اِبنةُ الطَبيعَة ؛ مَولودَة مِن أَثرِ أَشعةِ شَمسِ الواقِع ؛ عَالمي مُختَلِف لايَعرِفُ لِلحياةِ حَواجِز ؛ حَيٌّ بَسيطٌ بِبنائِه مُزيّنٌ بِعدَةِ ألوانٍ مُنتَظَمة ؛ نَبتَةُ حَبّقٍ نَبتَةُ الحُبِّ العَتيقْ ؛ على شُرفَةِ غُرفَتي زَقزَقَةُ عُصفورٍ صَغير يُشبِهُني أَتَى بِصُحبَةِ فَراشَتِهِ المُدللَة ؛ صَدى صَوتُ الفَنِّ القَديمِ مَمزوجٌ بِرائِحةِ بُنٍّ او كُوبُ زَنجبيل فِي بعضِ الصَباحات الشَتويّة الغَائِمة ؛ شَجرةٌ تَمدَدتْ أَغصانُها لِمُعانقة السَماء تَحمِل على عَاتِقها أزهاراً بَنفسجِية تُطفي الأَمَلَ عَلى أَنفاسِ إِشراقَةِ يَومٍ جَديد ؛ فضاءٌ هَادئٌ غيرُ مُزدحِم خَفيفُ السَكن ؛ ضِحكَةُ طِفلٍ وَرائِحة خُبزٍ تَفوح من يدِّ رَجُلٍ تَوَجَ العُمرُ رَأسَهُ بِالشَيبْ ؛ لَيسَ كَ خُبزِكُم _رَغيفُنا يُخبَزُ بِأشطارِ شِعّرٍ وَقِصَصُ حُبٍّ أُسطورِيّة ؛ يَنضُج على تَطايُر رُذاذِ مَقطوعَةٍ مُوسيقيّة يَصعبُ على العَازِفِ وَصفها لِشِدة رونَقِها ؛ صُندوقُ بَريدٍ يَعبقُ بِرائِحةِ حُبٍّ عَتيق تَدلى على جَانبَيه غُصنٌ رفيع مِن شَجرةِ توتٍ مُزهرة ؛ رِسالةٌ فِي ظَرفٍ ذُو لونٍ سُكريّ بِحبرٍ أَخضر "رمزُ الوجود" تَحمِل عباراتً مُرتَجلة تُتيهُكَ بَين حروفِها تُمكِنكَ مِن اِستنشاقِ عِطرِ اليَد التي نَسَجتْ عَظمةَ تِلكَ الرِسالة ؛ مَوعِدنا عِند حُمرة الغُروب مَع بضعةٍ كُتبٍ ثَمينة مُؤنِسة اللّيل والقَمر ؛ أنْ تَملك أصدقاءَ خَياليونْ رِفاقُ دَربٍ يُدركون صَميمَ الكِتابة ؛ يَفهمونَ لُغة الروحِ والأَعماق ؛ أَيمكنكَ تَخيل مَدى صُعوبة أنْ تَجد اَشخاصاً مِثلُهم فِي مَوقعي هذا حتى انّه بَاتَ أَمرٌ مستحيلْ ؛ _أُنظر هُناكَ طَعمٌ خَاص ؛ لِذةُ وُجودٍ لِكلِ أَمر ؛ قانونٌ مُنظم لا يَدع لِلفوضى طَريقاً لَه ..
_ الحُبّ دينُنا ؛ والقَلمُ سَيد عَالمِنا؛ اِحترامُ المَشاعِر من أَثاثاتِ كَوننا ؛ التّفاصِيلُ أَكبر مُقدسَاتِنا ؛ الوَفاء مِن شَرائِع دِينِنا ؛ والكُتبُ يَدٌّ حَنونَة تَحتَضِنُنا ؛ في زَمانِنا الإِبداعُ بِالوصفِ مَاءٌ يَروي أَعماقَنا ؛ كَوصفٍ دَقيق كَما تملِكون الماءَ سَببَ كُل شيءٍ حَيّ بِالمقابِل نَملِكُ الكِتابة زَهرةُ عِرقِنا وَمَنبعُ نَشأَتِنا ؛ أَجزم لكَ حِينها سَتحيّا مِن البِداية حَتى اللانِهاية دونَ كَللٍ اَو ضَجَر ؛ سَتفيضُ روحَك شَوقاً ليومٍ آخر فِي ذاكَ المَكان ؛ بَينما أَنا أَنتمي لِكُلِ هَذا وُجِدّتُ مَرمِياً على وَجهي فِي زَمنٍ يَنتمي إلى اللاّشيء ؛ أتفهمُ مَدى الاِختلاف بَيننا يَاصَديقي !! _حقاً أَعلَم لايُمكِنُكَ فِهمُ مَا تَحدَثتُ بِه أَليسَ كَذلِك ...
#هَواجِس_قَلَمْ🕯🌼
25/أَغسطس/2020 📖🌫



إرسال تعليق
0 تعليقات