(أحلام الطفولة) - وسيلة بوودن/من الجزائر
عندما كنا صغار،كنا نتمنى أن نكبر بسرعة،كنا نسابق الزمن، ونسرق اللحظات،نقلد الكبار في الحركات والسكنات،ولم يمض وقت طويل وتحققت أمانينا،صرنا كبارا كما كنا نحب،فإذا بعالم الكبار لايعرف براءة الأطفال،ولايعرف بياض قلوبهم ، ولايدرك صفاء نواياهم،وجدنا في عالم الكبار الغدر والخديعة والمكر والخيانة والحقد الذي عشعش في القلوب وباض فيها وفرَّخ وتكاثر،وجدنا في عالم الكبار صراعا لايرحم ،فقد يدوس بعضنا على البعض الأخر من أجل مصالح الدنيا،وجدنا في عالم الكبار ، أن الكلام كثير والفعل قليل،وجدنا كثرة الوعود،وقلة الأوفياء،عندما صرنا في عالم الكبار ،أدركنا كم كان جميلاً ورائعاً ذلك العالم - عالم الطفولة - والآن غاية آمانينا أن نرجع لذلك العالم الوردي الجميل،ولكن هيهات هيهات ،إنها معادلة لاتقبل العكس،،،
أيها الصغار لاتستعجلوا مغادرة عالمكم الجميل ،أستمتعوا بكل لحظة فيه ،لاتحرقوا المراحل من أجل أن تكبروا،فعالمكم لا أنقى منه ولا أجمل،فعيشوا فيه بتأني وليتنا نرجع لنكون بأعماركم،ولكن هيهات وهيهات.



إرسال تعليق
0 تعليقات