(رحلت يا أبي) - للكاتبة: نور نسيم سليط/من فلسطين
كان الأمرُ صعباً وما زال، وسيبقى ذلك الجرح يَنزف بِداخلي حتى الممات ، لا أعلم إن كُنت أستطيع أن أستجمٍعَ حُروفِي في وسط ذلك الضياع !
الموت يأخذ من نُحب دون ان نشعر كيف حَصل بٍتلك السُرعة ؟
كل هذا الشعور السَيء بِداخلي يُنهكني شَوقاً وَحُزناً لَمْ تَعُد يَداي قادِرة على مُواصلة الكِتابة
فَهمتُ مَعنى أن يَفقِدَ الشَخصُ أباه ويبقى لٍسنين يَبكي
فهمت الأن إن الفُقدان يُعذبَ الروح وَيأكُلها دونَ رَحمة
وَعرِفتُ أيضاً أن تَحتاج أحد ولا تَراه لأن المَوت قد سَلبهُ مِنكَ دون سابِق انذار .
كانت مَلامِحُ وَجهه تَبْعثُ الطَمأنينة لِي ، وأن أشتم رائِحتة عندما يَأخُدني إلى أحضانِه كانت الأمان وَكلُ ما أحب !
هل تَعود وَتعانقني وأعدك لن أتركك لِوحدِكْ سَأبقى بِجانبك أمسِكُ بِيدك وأقول لَكَ: أبي لا تَتركني في مُنتصَفِ الطَريق لا أريدُ عُمراً بِدونك أنا مُدللتك الصَغيرة التي تَعشقك بِجنون أرجوك أبقى..
أنظُر إلى عَيناي جَيداً قد بَهتتَ مِن البُكاء والتعب
غِيابك أصعب شَيءٍ في الحياة أبي ما مضي مِن عُمري كان معك أنت ،حتى أبسط التفاصيل! كانت لَديك تَعلقتُ بِكَ وَعند مَوتكْ قَد كُسِرتُ تَماماً لم أعُد كالسابِق
هل تعلم تلك النَظراتُ العَميقة الأخيرة التي كانت بَيننا تَمنيتُ أن تأخدني مَعك أنت تعرِفُ جَيداً بِأنني لا أستطيع التأقلم على غِيابك لِماذا ذَهبت لِوحدك..؟
صَوتك و وجهك وكلامك وحنيتك لِي لا تُفارقني أبداً كُنتَ شَمعتي المُضيئَة وَشمسِي التي تُشرِق بِقُربِك وَفي بُعدك أصبحتُ لا أرى سُوى الظَلام مهما فعلت ، تلك الأبتسامَة التي كُنتَ تحبها لم تعد صادقة !
ها أنا يا أبي لِوحدي بالرُغم مِن وُجود الجَميع بِجانِبي لكِن لا أشعُر بِأحد ، أراهم انت وكأن كتب على عيناي أن لا ترى غيرك وأبعثُ دَعواتِي إليك هل تَفرحُ بِها؟
أتذكُر عِندما كُنت أخافُ في الليل والتجِئ إليك ها أنا أقضِي العَديد مِن الساعات وأشعُر باختناق وأعانِق صورتَك لِكي أهدأ .
أبي أعلَمُ جَيداً لا أحد سَيأتي
بَعدك وأعدك لَن أحب أحد كَعِشقي إليك ، ومن أتى بَعدك لا يَستطيع أن يَكون حَنونَ القلبْ مِثلك ، سَأبقى كما عَلمتني وكما تُحب أن أكون
(أبي النجمة الثَمينة لِي )



إرسال تعليق
0 تعليقات