(حُلَةُ العيد الأليم) - للكاتب: محمد حلاق/من سوريا
هذه الصورة لطفلٍ صغير من سوريا قتلته أيدي الإجرام صباح العيد ، في أزهى وأبهى أيّام الفرح ، وفي زهرةِ طفولته
كانَ لهذه الصورة بالتحديد أثرٌ كبير في قلبي والمئات من الصور والمشاهد أيضاً ، ومما زاد من لهيب النار بين جوانحي أنَّ أهله وضعوا له حُلّةَ العيدِ الجميلة على قبره ..
لله ما في القلب .. لله أرضُ السلام .. لله دمعٌ لا يجف .. لله نشكوا وهل يُجِيْرُ سِواهُ.
قَطَفوا ورودَكِ يا بلادي عُنوَةً
وَرَمَوا سهامَ الحِقدِ في الأكبادِ
هُم أودعوا في كُلِّ صَدرٍ غصَّةً
هُم ألبسوا الدنيا ثيابَ حِدادِ
هُم لَطَّخوا عيدَ البراءةِ بالأسى
لم يَرقُبوا قُدسيَّةَ الأعيادِ
هُم دنَّسوا أرضَ السلامِ بِبَغيِهِم
أَوَلَم يَرَوا فرعونَ ذي الأوتادِ
أوَلَم يَرَوا من قَبلَهُمْ كيف أرتموا
وَتَبَدَّدُوا في ظُلمةِ الألحادِ
أينَ الذينَ تجبَّروا وتغطرسوا
كانوا ملوكَ الظُلمِ والإِفسادِ
فأتى عليهم أمرُ ربِّكَ بَغتَةً
لَم يُنجِهِم كِبرٌ وطولُ عِنادِ
في مَوسِمِ الوَردِ النديِّ تواعدوا
وتعاقدوا في خِسَّةٍ وتَمَادِ
أن يَذبَحوا تِلكَ الورودَ بقسوةٍ
في عُرسِها في زَهرَةِ الميلادِ
هيِ صورةٌ .. هي صرخةٌ هزَّتْ
عُروشَ تماسُكي وتَصَبُّري وَجِلَادِ
هيَ دَمعُ يَعقوبَ الكظيمِ وَحُزنَه
هي بسمةٌ لُفَّتْ بِذِيِّ رَمادِ
هيَ آنَّةُ المَكلومِ يَنزِفُ حُرقَةً
ماتتْ ضمائِرُناوكُفِّنَتْ بِسَواادِ...
قصيدة : "حُلَّةُ العيدِ الأليمْ"
بقلمي أو بقلبي ...



إرسال تعليق
0 تعليقات